جدول المحتويات
في عالم كسر كلمات المرور والأمن السيبراني، تأتي مقارنة الأدوات Hashcat وJohn the Ripper كواحدة من أبرز النقاط التي يهتم بها المتخصصون. تم تصميم هاتين الأداتين لاختبار قوة كلمات المرور وتحديد الثغرات في أنظمة أمان كلمات المرور. وعلى الرغم من أن كلاهما يخدم نفس الغرض العام، إلا أن هناك فروقًا كبيرة بينهما من حيث الميزات والأداء وتجربة المستخدم. في هذا المقال، نستعرض هذه الفروقات بعمق، لمساعدة المتخصصين في الأمن السيبراني على اختيار الأداة المناسبة لاحتياجاتهم.
نظرة عامة على Hashcat و John the Ripper
Hashcat
غالبًا ما يُشار إلى Hashcat بأنه أسرع أداة لاستعادة كلمات المرور في العالم. يستفيد من قوة المعالجات المركزية (CPU) والمعالجات الرسومية (GPU) الحديثة لتنفيذ هجمات فعالة باستخدام القاموس (Dictionary Attack) أو القوة الغاشمة (Brute Force). كان في الأصل برنامجًا مغلق المصدر، لكنه أصبح مفتوح المصدر في عام 2015، مما أدى إلى زيادة شعبيته في مجتمع الأمن السيبراني.
الميزات الرئيسية لـ Hashcat:
- دعم العديد من خوارزميات التجزئة (Hashing Algorithms)، بما في ذلك MD5، وعائلات SHA، وbcrypt، وغيرها.
- القدرة على استخدام تسريع المعالجات الرسومية لتحسين سرعة الكسر.
- إطار عمل معياري يدعم التخصيص والتوسع.
يبرع Hashcat في السيناريوهات التي تتطلب أداءً عاليًا ويدعم أوضاع هجوم متعددة مثل القوة الغاشمة (Brute Force)، والقاموس (Dictionary)، والهجوم المختلط (Hybrid)، والهجوم القائم على القواعد (Rule-Based).
John the Ripper
يُعرف John the Ripper، والذي يُختصر بـ “JtR”، بأنه أداة مفتوحة المصدر لكسر كلمات المرور تم تطويرها بواسطة Openwall. كان هدفه الأساسي هو كشف كلمات المرور الضعيفة في الأنظمة القائمة على UNIX، لكنه توسع منذ ذلك الحين لدعم مجموعة واسعة من المنصات وأنواع التجزئة.
الميزات الرئيسية لـ John the Ripper:
- تعدد الاستخدامات مع دعم العديد من أنظمة التشغيل، بما في ذلك UNIX وWindows وmacOS.
- قوائم كلمات مضمنة وقواعد مخصصة لتخمين كلمات المرور.
- تركيز قوي على البساطة وسهولة الاستخدام.
يُستخدم John the Ripper بشكل متكرر في اختبارات الاختراق، حيث يوفر دعمه الواسع للمنصات وقدرته على التكيف مع أنواع التجزئة المختلفة قيمة كبيرة.
الفروقات الرئيسية بين Hashcat و John the Ripper
1. الأداء
يُعرف Hashcat بأدائه الفائق، خاصة عند استخدامه مع أجهزة قوية. من خلال الاستفادة من المعالجات الرسومية، يمكنه معالجة ملايين التخمينات لكلمات المرور في الثانية. يجعل هذا الأداء Hashcat مثاليًا للسيناريوهات التي تتضمن مجموعات بيانات كبيرة أو خوارزميات تجزئة معقدة مثل bcrypt أو Argon2.
أما John the Ripper، وعلى الرغم من أنه قادر على تحقيق أداء جيد، فإنه يعتمد في الأساس على قوة المعالج المركزي. ورغم دعمه لتسريع المعالجات الرسومية عبر مكونات إضافية مثل OpenCL، فإن أدائه يتراجع مقارنة بـ Hashcat في البيئات المعتمدة على المعالجات الرسومية.
الفائز: Hashcat للأداء الخام، خاصة مع تسريع المعالجات الرسومية.
2. سهولة الاستخدام
يُعتبر John the Ripper أكثر سهولة بالنسبة للمبتدئين. يأتي بإعدادات افتراضية تسهل بدء كسر كلمات المرور دون الحاجة إلى إعدادات معقدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوثائق والدعم المجتمعي له يسهل الوصول إليهما.
من ناحية أخرى، يتطلب Hashcat خبرة تقنية أكبر. قد تكون إعدادات أوضاع الهجوم وإدارة تنسيقات التجزئة صعبة للمستخدمين الجدد. ومع ذلك، فإنه يوفر مرونة وتحكمًا لا مثيل لهما للمستخدمين المتقدمين.
الفائز: John the Ripper للمبتدئين؛ Hashcat للمستخدمين المتقدمين.
3. دعم خوارزميات التجزئة
يدعم كلا الأداتين مجموعة واسعة من خوارزميات التجزئة، لكن Hashcat يتفوق في هذه الفئة. يدعم أكثر من 300 نوع من أنواع التجزئة، بما في ذلك الخوارزميات الحديثة والنادرة. يجعل هذا الدعم الشامل Hashcat أداة متعددة الاستخدامات لمختبري الاختراق والمحللين الأمنيين.
في المقابل، يدعم John the Ripper عددًا أقل من الخوارزميات بشكل افتراضي، لكنه يمكن توسيعه من خلال المكونات الإضافية. ومع ذلك، فإن المجموعة الافتراضية للخوارزميات تغطي معظم الحالات الشائعة.
الفائز: Hashcat لدعمه الأوسع للخوارزميات.
4. أوضاع الهجوم
يدعم Hashcat أوضاع الهجوم التالية:
- هجوم القاموس (Dictionary): يستخدم قائمة كلمات مرور محتملة.
- هجوم القوة الغاشمة (Brute Force): يجرب جميع تركيبات الأحرف الممكنة.
- الهجوم القائم على القواعد (Rule Based): يطبق قواعد لتعديل الكلمات في القاموس.
- الهجوم المختلط (Hybrid): يجمع بين طريقتي القاموس والقوة الغاشمة.
بينما يدعم John the Ripper أيضًا هجمات القاموس والقوة الغاشمة، إلا أن خيارات التخصيص فيه أقل مقارنة بـ Hashcat. قواعده قوية لكنها أقل تفصيلًا.
الفائز: Hashcat لمرونة أكبر في أوضاع الهجوم.
5. توافق الأنظمة
يدعم John the Ripper مجموعة واسعة من المنصات، من UNIX وWindows إلى macOS، مما يجعله أداة مناسبة للاختبار على أنظمة متنوعة.
من ناحية أخرى، يتطلب Hashcat أجهزة محددة ويعمل بشكل أفضل مع المعالجات المركزية والرسومية الحديثة. ورغم أنه يدعم أنظمة تشغيل متعددة، إلا أنه الأنسب للبيئات المزودة بأجهزة قوية.
الفائز: John the Ripper لتوافق الأنظمة.
6. المجتمع والنظام البيئي
تتمتع كلا الأداتين بمجتمعات نشطة ووثائق شاملة. يوفر مستودع GitHub الخاص بـ Hashcat نماذج من التجزئات وملفات التكوين والوثائق المفصلة. يتميز مجتمعه بالقوة، خاصة بين المحترفين الذين يركزون على الاختبارات الأمنية عالية الأداء.
يستفيد John the Ripper من تاريخ طويل من المشاركة المجتمعية القوية، مع العديد من القوائم والقواعد التي يقدمها المستخدمون. بساطته تجعله أكثر جاذبية للهواة والمختبرين الأمنيين المبتدئين.
الفائز: تعادل، بناءً على احتياجات المستخدم.
مقارنة بين Hashcat و John the Ripper: ملخص في جدول
المعيار | Hashcat | John the Ripper | الفائز |
---|---|---|---|
الأداء | أداء فائق مع دعم تسريع المعالجات الرسومية (GPU)، مناسب للبيئات ذات خوارزميات التجزئة المعقدة. | يعتمد على قوة المعالج المركزي (CPU)، يدعم تسريع المعالجات الرسومية ولكن بأداء أقل من Hashcat. | Hashcat |
سهولة الاستخدام | يحتاج إلى خبرة تقنية، إعداداته معقدة للمستخدمين الجدد. | بسيط وسهل الاستخدام للمبتدئين، مع إعدادات افتراضية ووثائق واضحة. | John the Ripper للمبتدئين |
دعم الخوارزميات | يدعم أكثر من 300 خوارزمية تجزئة، بما في ذلك الخوارزميات النادرة والحديثة. | يدعم مجموعة محدودة من الخوارزميات افتراضيًا، لكنه قابل للتوسيع من خلال المكونات الإضافية. | Hashcat |
أوضاع الهجوم | يدعم القاموس، القوة الغاشمة، الهجوم المختلط، والهجوم القائم على القواعد مع مرونة عالية. | يدعم القاموس والقوة الغاشمة، لكنه أقل تفصيلًا ومرونة مقارنة بـ Hashcat. | Hashcat |
توافق الأنظمة | يتطلب أجهزة متقدمة (معالجات رسومية حديثة) للعمل بكفاءة. | متوافق مع مجموعة واسعة من المنصات، بما في ذلك UNIX وWindows وmacOS. | John the Ripper |
المجتمع والنظام البيئي | مجتمع قوي يركز على الأداء العالي، مع وثائق شاملة وعينات متوفرة عبر GitHub. | مجتمع نشط مع تاريخ طويل من المساهمة المجتمعية وقوائم كلمات مخصصة وقواعد جاهزة. | تعادل |
هذا الجدول يقدم مقارنة شاملة بين الأداتين بناءً على أهم المعايير التي تؤثر على اختيار الأداة المناسبة.
متى تستخدم Hashcat أو John the Ripper
استخدم Hashcat إذا:
- كنت تمتلك أجهزة قوية بمعالجات رسومية.
- كنت تتعامل مع عمليات كسر كلمات مرور واسعة النطاق.
- كنت بحاجة إلى دعم خوارزميات حديثة أو نادرة.
- كان الأداء والتوسع من أولوياتك.
استخدم John the Ripper إذا:
- كنت تختبر كلمات المرور على أنظمة تشغيل متنوعة.
- كانت سهولة الاستخدام والإعداد السريع أمرًا مهمًا.
- كانت أجهزتك تفتقر إلى تسريع المعالجات الرسومية.
- كنت تقدر المجتمع والنظام البيئي المستقر.
الخلاصة
يعد كل من Hashcat و John the Ripper أدوات لا غنى عنها لاختبار أمان كلمات المرور. يتميز Hashcat بأدائه ومرونته التي تجعله الخيار الأول في البيئات ذات الأداء العالي. من ناحية أخرى، توفر بساطة John the Ripper وتوافقه مع المنصات المتنوعة ميزة لمختبري الاختراق والهواة.
يعتمد الاختيار بينهما على احتياجاتك الخاصة، وتوافر الأجهزة، ومستوى خبرتك. في كثير من الحالات، يستخدم المحترفون كلا الأداتين معًا للاستفادة من نقاط قوتهما، مما يضمن تقييمًا شاملاً لأمان كلمات المرور.